اعلان مدفوع

اخر الأخبار

الخميس، 15 أغسطس 2019

سيرة حياة جبران خليل جبران

سيرة حياة جبران خليل جبران

سيرة حياة جبران خليل جبران


جبران خليل جبران (1931 – 1883 م) شاعر وكاتب ورسام عربي لبناني من أدباء وشعراء المهجر، ولد في بلدة بشري في شمال لبنان ونشأ فقيرًا،كانت والدته كاميلا في الثلاثين من عمرها عندما وُلد وكان والده خليل هو زوجها الثالث. ولم يتلق التعليم الرسمي خلال شبابه في متصرفية جبل لبنان. هاجر صبيًا مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليدرس الأدب وليبدأ مسيرته الأدبية، والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية، أمتاز أسلوبه بالرومانسية ويعتبر من رموز ذروة وازدهار عصر نهضة الأدب العربي الحديث، وخاصة في الشعر النثري.

كان جبران عضوا في رابطة القلم في نيويورك، المعروفة حينها “بشعراء المهجر” جنبًا إلى جنب مؤلفيين لبنانيين مثل الأمين الريحاني وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي. اشتهر في المهجر بكتابه النبي الذي صدر في 1923، وهو مثال مبكر على "الخيال الملهم" بما في ذلك سلسلة من المقالات الفلسفية المكتوبة في النثر الشعري باللغة الإنجليزية، وحصل الكتاب على مبيعات جيدة على الرغم من الاستقبال الناقد والرائع. عرف أيضاً بالشاعر الأكثر مبيعًا بعد شكسبير ولاوزي،  وقد ترجم كتاب النبي إلى ما يصل إلى 110 لغة منها الصينية.
توفي جبران في نيويورك في 10 أبريل 1931، عن عمر ناهز 48 عاماً، بسبب مرض السل وتليف الكبد، وقد تمنى جبران أن يدفن في لبنان، وتحققت أمنيته في 1932، حيث نقل رفاته إليها، ودفن هناك فيما يُعرَف الآن باسم "متحف جبران
نشأته في لبنان
ولد جبران لعائلة مسيحية مارونية، كان والده يعمل كبائع في صيدلية، حتى فقد عمله لكثرة الديون المتراكمة عليه وأنشغاله بلعب القمار، وكانت والدته هي "كاميليا رحمه" التي أنجبته وعمرها 30 عاماً، لم يتلقى جبران التعليم الرسمي، وكان يتعلم العربية والكتاب المقدس من كاهن القرية.

في عام 1891 تم إلقاء القبض على والده وسجنه بتهمة الفساد المالي وتمت مصادرة جميع ممتلكاته، أما عائلته التي بقيت مشردة عاشت فترة من الوقت في منزل أحد اقاربهم، وبسبب تصرفات الوالد غير المسؤولة ابتعدت العائلة عنه، حتى بعد خروجه من السجن بعد ثلاث سنوات إلا أن العائلة هاجرت إلى الولايات المتحدة في 25 حزيران/يونيو 1895.

في المهجر

سكنت عائلة جبران في بوسطن. بالخطأ تم تسجيل اسمه في المدرسة خليل جبران. هناك، بدأت أمه العمل خياطة متجولة، كما فتح أخوه بطرس متجراً صغيراً، أما جبران فبدأ بالذهاب للمدرسة في 30 سبتمبر 1895. وضع جبران في صف خاص بالمهاجرين للتركيز على تعليمهم الإنجليزية، وفي نفس الوقت بدأ جبران بارتياد مدرسة فنون القريبة حيث نمّت مواهبه الفنية، وتعرف جبران على فريد هولاند داي المصور الفوتوغرافي الذي شجع جبران ودعمه في مساعيه الإبداعية، بدأ جبران بتزيين الكتب ورسم الصور الشخصية، في النهاية بدأ داي بتقديم جبران إلى أًصدقائه في عام 1898 تم استخدام إحدى رسماته كغلاف لأحد الكتب، وعندما لاحظت والدته أنه بدأ ينجذب إلى الثقافة الغربية قرروا إرساله إلى لبنان حيث سيكون بإمكانه أن يتعلم عن تراثه الشرقي.

جبران خليل جبران في 1898
العودة إلى بيروت

في 1898 عند سن الخامسة عشر، عاد جبران إلى بيروت ودرس في مدرسة إعدادية مارونية ومعهد تعليم عال يدعى الحكمة. بدأ مجلة أدبية طلابية مع زميل دراسة، ثم انتخب شاعر الكلية، كان يقضي العطلة الصيفية في بلدته بشرّي ولكنه نفر من والده الذي تجاهل مواهبه. وجد جبران عزاءه في الطبيعة، وصداقة أستاذ طفولته سليم الضاهر. ومن علاقة الحب بينه وبين سلمى كرامة التي استوحى منها قصته (الأجنحة المتكسرة) بعد عشر سنوات. بقي في بيروت سنوات عدة قبل أن يعود إلى بوسطن في 10 مايو 1902،  وقبل عودته بأسبوعين توفيت شقيقته سلطانة بالسل في سن الرابعة عشرة. وفي العام التالي توفي بطرس بنفس المرض وتوفيت أمه بسبب السرطان. وأما شقيقته ماريانا فقد عملت في متجر للخياطة.

عرف عن جبران علاقته العاطفية والفكرية بالكاتبة والأديبة مي زيادة، حيث تعارفا عبر المراسلة ولم يلتقيا أبدًا. بدأت العلاقة بينهما حين راسلته مي عقب اطلاعها على قصته الأجنحة المتكسرة، وأبدت إعجابها بأفكاره وآراءه وناقشته فيها. استمرت علاقتهما زهاء 20 عام حتى توفي جبران في العام 1931

البداية والشهرة المتزايدة

كان جبران فنانًا بارعًا، خاصة في الرسم والألوان المائية، حيث التحق بـ"مدرسة الفنون أكاديمية جوليان"،  في باريس خلال الفترة (1908 إلى 1910)، حيث اتبع أسلوب رومانسي على الواقعية الصاعدة وقتها، وأقام جبران معرضه الفني الأول لرسوماته وهو في الواحد والعشرين من عمره في عام 1904 في بوسطن في استوديو دايز (بالإنجليزية: Day's studio).[10] وفي هذا المعرض التقى مع إليزابيث هاسكل، وهي مديرة محترمة، حيث استمرت صداقتهما لبقية حياة جبران، وأنفقت هاسكل مبالغ كبيرة لدعم جبران وقامت بتحرير جميع كتاباته الإنجليزية.

ولا تزال طبيعة علاقتهم غامضة، بينما يؤكد بعض كتاب السيرة أنهما كانا عشيقين ولكنهما لم يتزوجا بسبب اعتراض عائلة هاسكل،  أنخرط جبران وهاسكل لفترة وجيزة لكن جبران ألغى العلاقة، فلم ينوي أن يتزوجها حيث كان له علاقات مع نساء أخريات. ولاحقاً تزوجت هاسكل من شخص آخر، وأستمرت في دعم جبران ماليًا واستخدمت نفوذها لمتابعه ودعم حياته المهنية  وأصبحت محررة له، وعرضته على الصحفية شارلوت تيلر وعلى أستاذة اللغة الفرنسية إميلي ميشيل التي أصبحت من أصدقاءه المقربين

وفي عام 1908 ذهب جبران لدراسة الفن في باريس لمدة عامين، والتقى فيها شريكه في الدراسة الفنية وصديقه الدائم يوسف حويك، وأصبحت معظم أعماله المنشورة بعد عام 1918 باللغة الإنجليزية، حيث أصدر كتابه الأول في عام 1918 لشركة النشر Alfred A. Knopf بعنوان The Madman "المجنون" الذي يحتوي على مجموعة من الأمثال المكتوبة في خليط بين الشعر 
والنثر

النمط والموضوعات المتكررة

كان جبران معجبًا كبيرًا بالشاعر والكاتب فرنسيس مراش،  بعد أن درس أعماله في مدرسة الحكمة في بيروت وفقًا للمستشرق شموئيل موريه، فإن أعمال جبران تعكس صدى "مراش" وتعكس العديد من أفكاره،  وقد ذكر سهيل بشروي و"جو جنكينز" كيف ترك "مفهوم ماراش للحب العالمي" انطباع عميق في جبران على وجه الخصوص،  حيث أن جبران غالبًا ما يستخدم اللغة الرسمية والمصطلحات الروحية في شعره؛ كما تكشف إحدى قصائده في كتاب النبي: "ولكن دعونا نوجد مسافات في جماعكم ودع رياح السماوات ترقص بينكما. نحب بعضنا بعضًا ولكن لا تجعل رباط الحب: فليكن بحرًا متحركًا بين شواطئ نفوسك. "

أدبه ومواقفه

كان في كتاباته اتجاهان، أحدهما يأخذ بالقوة ويثور على عقائد الدين، والآخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة النقية، ويفصح عن الاتجاهين معًا قصيدته "المواكب" التي غنتها المطربة اللبنانية فيروز باسم "أعطني الناي وغنّي".

تفاعل جبران مع قضايا عصره، وكان من أهمها التبعية العربية للدولة العثمانية والتي حاربها في كتبه ورسائله. وبالنظر إلى خلفيته المسيحية، فقد حرص جبران على توضيح موقفه بكونه ليس ضِدًا للإسلام الذي يحترمه ويتمنى عودة مجده، بل هو ضد تسييس الدين سواء الإسلامي أو المسيحي.

بهذا الصدد، كتب جبران في مقال وصفه بأنه رسالة "إلى المسلمين من شاعر مسيحي":

جبران خليل جبران إي والله لقد صدقوا، فأنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب العثمانيين، أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحترق غيرة على الأمم الهاجعة في ظل العلم العثماني.
أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب الإسلام وعظمة الإسلام ولي رجاء برجوع مجد الإسلام.

أنا لا أحب العلّة، ولكنني أحب الجسد المعتلّ، أنا أكره الشلل ولكنني أحب الأعضاء المصابة به..

أنا أجلُّ القرآن ولكنني أزدري من يتخذ القرآن وسيلة لإحباط مساعي المسلمين كما أنني أمتهن الذين يتخذون الإنجيل وسيلة للحكم برقاب المسيحيين

مؤلفاته

تمثال جبران في بيلو هوريزونتي،البرازيل
ترجمت مؤلفاته إلى عشرات اللغات، ومن مؤلفاته التي ترجمت إلى الصينية رمل وزبد، والنبي، ودمعة وابتسامة، والمواكب، والأجنحة المتكسرة، وفي عام 1994، نشرت دار الشعب بمقاطعة قانسو المجموعة الكاملة لأعمال جبران، في ثلاث مجلدات كبيرة بالصينية.
العربية
عرائس المروج (1905)
الأرواح المتمردة، (1908)
الأجنحة المتكسرة، (1912)
دمعة وابتسامة، (1914) مجموعة قصص ومواعظ وقصائد أدبية
المواكب (1919)
العواصف، (1920) رواية
البدائع والطرائف، (1923) مجموعة من مقالات وروايات تتحدث عن مواضيع عديدة لمخاطبة الطبيعة.
مناجاة أرواح
آلهة الأرض (1931): وهي مجموعة حوارات بين من نصبوا أنفسهم آلهة على الأرض، يطلقون الأحكام الخيالية التي يتصورها جبران المتشائم.
الإنجليزية[عدل]
كتاب المجنون : أول كتب جبران الإنجليزية.
كتاب النبي (1923): وهو عبارة عن مجموعة من مقالات شعرية فلسفية روحية ملهمة، ترجم لعشرات اللغات وبيع منها عشرات الملايين من النسخ منذ الثلاثينيات.
تغطي مواضيع مترامية الأطراف كالحب والزواج والعقاب والعاطفة والألم وغيرها مما يتعرضه الإنسان في حياته، ومن أقواله المأثورة في الكتاب، عندما طلبت منه المرأة العرافة خطبة في المحبة فقال:

«المحبة لا تعطي إلا نفسها، ولا تأخذ إلا من نفسها. المحبة لا تملك شيئاً، ولا تريد من يملكها أحد، لأن المحبة مكتفية بالمحبة»
.

رمل وزبد (1926) : بث فيه آراءه حول قضايا ومسائل إنسانية، بحكم وأمثال فاقت الثلاث مائة بعد عرض لحكاية ألفها أو حدث تصوره يعكس السلوك الفردي في العلاقات بين البشر.
يسوع ابن الإنسان (1928): يؤول فيه جبران حياة المسيح وتعاليمه، على ضوء آرائه الصوفية.
حديقة النبي تناول فيه علاقة الإنسان بالطبيعة وعلاقة الإنسان بالله في "موت النبي"، وكان عليه أن يهيئ نفسه لهذه المحاولة الكبيرة، على أنه مات قبل أن يصدر كتابه "موت النبي" فكان موته هو الكتاب الذي أراد أن يحدد به علاقة الإنسان بالله.
أرباب الأرض (1931)
الشعلة الزرقاء () : تضمّ رسائله إلى الأديبة ميّ زيادة.
التائه (1933): يكمل فيه جبران نقده للتقاليد الاجتماعية وسخريته من ازدواجية البشر والتناقضات التي تفتك بنفوسهم

فنانون تغنوا بكلماته

نصب تذكاري لجبران في واشنطن العاصمة
مقطع "نصف ما أقوله لك لا معنى له، غير أني اقوله لعل النصف الآخر يبلغك " من قصيدة (رمل وزبد) 1926, استخدمه المغني جون لينون مع تغيير طفيف في أغنية Julia التي اصدرتها فرقة البيتلز سنة 1968.
أفرد الفنان الأمريكي اللبناني جبريل عبد النور لقصائد جبران ألبومًا كاملًا.
غنت الفنانة فيروز قصيدته المواكب باسم "أعطني الناي وغني" كما غنت له مقاطع كاملة من كتاب النبي بالإضافة لقصيدة الأرض والتي مطلعها سفينتي بانتظاري، وأخيرا غنت له قصيدة يا بني أمي لتبقى المطربة الشهيرة فيروز هي أكثر من تغنى بقصائد جبران.
غنت فرقة (Mr. Mister) له قصيدة الأجنحة المتكسرة.
عزف له فنان الجاز الأمريكي جاكي ماكلين مقطوعة موسيقية سماها جبران النبي.

شخصية جبران وثقافته

كان جبران ميالاً منذ الطفولة إلى الوحدة والتأمل أحلام اليقظة. وظل في مراهقته منطوياً على نفسه، بعيداً عن الأقارب والجيران. وكان سريع البديهة، متواضعاً و طموحًا. وكان شديد الرغبة بالشهرة ولو عن طريق الانتقاد. فقد سر بانتقاد المنفلوطي لقصته (وردة الهاني). كان لجو بوسطن الذي نشأ فيه لأثر في إذكاء ثورته على التقاليد، والنظم البالية في المجتمع الشرقي، وذلك عندما أحس بالتناقض بين جو الحرية الفكرية الاجتماعية السياسية في بوسطن، وبيئته الشرقية. رافقته أحلام اليقظة من الطفولة حتى الرجولة فادّعى لمعارفه - وخاصة ماري هاسكل- أنه ينحدر من أسرة أرستقراطية غنية عريقة. وكان واسع الثقافة فقد قرأ لشكسبير وللشعراء الرومنسيين ولا سيما بليك كيتس، شلي، نيتشه، ولعله حاكى في قصائده النثرية قصائد الشاعر الأمريكي والت ويتمان مبتكر هذا الفن. كما يبدو أثر الفلسفة الأفلاطونية في رومنسيته وتصوفه، وأثر الانجيل بارز في تناجه. فقد خصّ المسيح بكتابه ((يسوع ابن الإنسان)) كما تأثر بالتصوف الشرقي الهندي منه المسيحي و الإسلامي. فآمن بوحدة الوجود والتقمص، وبالحب وسيلة لبلوغ الحقيقة. هذا فضلاً عن قراءته الأساطير اليونانية والكلدانية والمصرية. قال عنه علي الطنطاوي في كتاب صور وخواطر:" خسر الايمان والرجولة والفضائل كلها وربح شهرة عريضة، وترك صفحات فيها كلام جميل يلذ قارئه، ولكنه يسلبه ايمانه من قلبه ويقوّض بيته على رأسه،" إلى آخر ما قال في نداءه إلى ادباء مصر في سنة 1943.

شائعات حوله تم نفيها

في كتاب (جبران خليل جبران) الذي ألفه إسكندر نجار باللغة الفرنسية في باريس سنة 2003، نفى الكاتب أكثر من شائعة عن جبران ومنها:

أن جبران ولد في بومباي الهندية.
أنه تعلم فن الرسم عند النحات الفرنسي رودان.
أنه تعرض لاعتداء إرهابي يستهدف حياته من تدبير المخابرات العثمانية.
وكلها كانت أكاذيب نفاها الكاتب إسكندر نجار في كتابه.

وفاته

شعار محرك بحث قوقل بمناسبة ذكرى مولد الأديب جبران خليل جبران في 6 يناير 2011·
توفي جبران خليل جبران في نيويورك في 10 أبريل 1931وهو في الـ 48 من عمره. كان سبب الوفاة هو تليف الكبد وسل. وكانت أمنية جبران أن يُدفن في لبنان، وقد تحققت له ذلك في 1932. دُفن جبران في صومعته القديمة في لبنان، فيما عُرف لاحقًا باسم متحف جبران.

أوصى جبران أن تكتب هذه الكلمة على قبره بعد وفاته:

أنا حي مثلك، وأنا واقف الآن إلى جانبك؛ فاغمض عينيك والتفت؛ تراني أمامك.

أقوال مأثورة

من أقواله المأثورة:

نصيحته للمسلمين:

أنا لبناني ولي فخر بذلك، ولست بعثماني، ولي فخر بذلك أيضاً.. لي وطن أعتز بمحاسنه، ولي أمة أتباهى بمآتيها، وليس لي دولة أنتمي إليها وأحتمي بها.
أنا مسيحي ولي فخر بذلك، ولكنني أهوى النبي العربي، وأكبر اسمه، وأحب مجد الإسلام وأخشى زواله، أنا شرقي ولي فخر بذلك، ومهما أقصتني الأيام، عن بلادي أظل شرقي الأخلاق سوري الأميال، لبناني العواطف. أنا شرقي، وللشرق مدينة قديمة العهد، ذات هيبة سحرية ونكهة طيبة عطرية، ومهما أعجب برقي الغربيين ومعارفهم، يبقى الشرق موطناً لأحلامي ومسرحاً لأمانيّ وآمالي. في تلك البلاد الممتدة من قلب الهند إلى جزائر العرب، المنبسطة من الخليج العربي إلى جبال القوقاس، تلك البلاد أنبتت الملوك والأنبياء والأبطال والشعراء، في تلك البلاد المقدسة تتراكض روحي شرقاً وغرباً، وتتسارع قبلة وشمالاً، مرددة أغاني المجد القديم، محدقة إلى الأفق لترى طلائع المجد الجديد. بينكم أيها الناس من يلفظ اسمي مشفوعاً بقوله: «هو فتى جحود يكره الدولة العثمانية ويرجو اضمحلالها». إي والله لقد صدقوا، فأنا أكره الدولة العثمانية، لأني أحب العثمانيين، أنا أكره الدولة العثمانية، لأني أحترق غيرة على الأمم الهاجعة في ظل العلم العثماني. أنا أكره الدولة العثمانية، لأني أحب الإسلام، وعظمه الإسلام، ولي رجاء برجوع مجد الإسلام. أنا لا أحب العلة، ولكنني أحب الجسد المعتل، أنا أكره الشلل، ولكنني أحب الأعضاء المصابة به، أنا أجل القرآن، ولكنني أزدري من يتخذ القرآن وسيلة لإحباط مساعي المسلمين، كما أنني أمتهن الذين يتخذون الإنجيل وسيلة للتحكم برقاب المسيحيين. وأي منكم أيها الناس لا يكره الأيدي التي تهدم، حبا للسواعد التي تبني؟ أي بشري يرى العزم نائماً ولا يطلب إيقاظه؟ أي فتى يرى العظمة متراجعة إلى الوراء، ولا يخشى انحجابها؟ خذوها يا مسلمون، كلمة من مسيحي أسكن «يسوع» في شطر من حشاشته، و«محمداً» في الشطر الآخر. إن لم يتغلب الإسلام على الدولة العثمانية، فسوف تتغلب امم الافرنج على الإسلام. إن لم يقم فيكم من ينصر الإسلام على عدوه الداخلي، فلا ينقضي هذا الجيل إلا والشرق في قبضة ذوي الوجوه البائخة والعيون الزرقاء

جبران خليل جبران
في الزواج:

ولدتما معاً،وتظلان معاً. حتى في سكون تذكارات الله. و معاً حين تبددكما أجنحة الموت البيضاء. ولكن، فليكن بين وجودكم معاً فسحات تفصلكم بعضكم عن بعض، حتى ترقص أرياح السموات بينكم. أحبوا بعضكم بعضاً؛ ولكن، لا تقيدوا المحبة بالقيود، بل لتكن المحبة بحراً متموجاً بين شواطئ نفوسكم. ليملأ كل واحد منكم كأس رفيقه؛ ولكن، لا تشربوا من كأس واحدة. أعطوا من خبزكم كأس رفيقه؛ ولكن، لا تأكلوا من الرغيف الواحد. غنوا وارقصوا معاً، وكونوا فرحين أبداً؛ ولكن، فليكن كل منكم وحده، كما أن أوتار القيثارة يقوم كل واحد منها وحده ولكنها جميعاً تخرج نغماً واحداً. ليعط كل منكم قلبه لرفيقه؛ ولكن، حذار أن يكون هذا العطاء لأجل الحفظ، لأن الحياة وحدها تستطيع أن تحتفظ بقلوبكم. قفوا معاً؛ ولكن، لا يقرب أحدكم من الآخر كثيراً، لأن عمودي الهيكل يقفان منفصلين، و السنديانة و السروة لا تنمو الواحدة منهما في ظل رفيقتها.الشك ألم في غاية الوحدة لا يعرف أن اليقين هو توأمه.
ليست حقيقة الإنسان بما يظهره لك، بل بما لا يستطيع أن يظهره، لذلك إذا أردت أن تعرفه فلا تصغ إلى ما يقول بل إلى ما لا يقول.
الحق يحتاج إلى رجلين: رجل ينطق به ورجل يفهمه.
في التمرد: أنا متطرف حتى الجنون، أميل إلى الهدم ميلي إلى البناء، وفي قلبي كره لما يقدسه الناس، وحب لما يأبونه ولو كان بإمكاني استئصال عوائد البشر وعقائدهم وتقاليدهم لما ترددت دقيقة، أما قول بعضهم أن كتاباتي (سم في دسم) فكلام يبين الحقيقة من وراء نقاب كثيف، فالحقيقة العارية هي أنني لا أمزج السم بالدسم، بل أسكبه صرفًا غير أني أسكبه في كئوس نظيفة شفافة.

مؤلفات حوله
كُتبت حول جبران مئات الدراسات والبحوث والكتب، يمكن الإشارة منها إلى:

ميخائيل نعيمة، جبران خليل جبران (مؤسسة نوفل، بيروت 1981).
جبران خليل جبران، بقلم إسكندر نجار.
جبران خليل جبران، بقلم بنان محمود أبو عيد.
مجموعة مقدمات على مؤلفات جبران، بقلم نازك سابا يارد.
شعراء الرابطة القلمية، بقلم نادرة سراج.
الطبيعة عند شعراء الرابطة القلمية.. جبران خليل جبران أنموذجا، بقلم ميثم حاتم.
نبيل كريمة (1964). جبران خليل جبران وآثاره في الأدب العربي: دراسة، نقد، تحليل، نصوص. دار الرابطة الثقافية.
كتاب "النبي - عصر وحياة جبران خليل جبران"، المؤلف: روبين ووترفيلد، الناشر: مطبعة بنكوين - لندن 1998.

نصب تذكارية وتشريفات


تمثال نصفي لجبران في بيلو هوريزونتي، البرازيل (يسار) ويريفان أرمينيا (يمين)
نشرت وزارة البريد والاتصالات اللبنانية طابعًا على شرفه عام 1971.
متحف جبران في بشري، لبنان.
حديقة جبران خليل جبران، بيروت، لبنان.
مجموعة جبران خليل جبران، متحف سمية، المكسيك.
افتتح شارع خليل جبران، مونتريال، كيبيك، كندا في 27 سبتمبر 2008 بمناسبة الذكرى 125 لميلاده.
حديقة خليل جبران التذكارية في واشنطن العاصمة. مكرسة في عام 1990
ألماز أبنادر، أبناء المهجر: الأدب العربي الأمريكي يمتد قرنًا.
لوحة جبران التذكارية في ميدان كوبلي، بوسطن، ماساتشوستس.
تم افتتاح أكاديمية خليل جبران الدولية، وهي مدرسة ثانوية عامة في بروكلين، نيويورك في سبتمبر 2007.
تمثال خليل جبران، يريفان، أرمينيا (2005).
مدرسة خليل جبران الرباط، المدرسة المغربية والبريطانية الدولية في الرباط، المغرب.
جناح K. Gibran في مدرسة باستور في مونتريال، كيبيك، كندا.
خليل جبران بارك ( Parcul خليل جبران ) في بوخارست، رومانيا.
نحت جبران خليل جبران على قاعدة من الرخام في بناء النصب التذكاري العربي في كوريتيبا، بارانا، البرازيل.
نصب جبران خليل جبران التذكاري، أمام ساحة لاس ناسيونس، بوينس آيرس.
تمثال نصفي في بيلو هوريزونتي، ميناس جيرايس، البرازيل.
جبران خليل جبران الفضاء الثقافي في شمال كراكاس، فنزويلا
فينا ديل مار، تشيلي. نصب تذكاري يقع في شارع مارينا. ونحت من قبل ريكاردو سانتاندر باتالا.
جائزة جبران خليل جبران للروح الإنسانية يمنحها المعهد العربي الأمريكي في واشنطن العاصمة
جائزة جبران خليل جبران العالمية، تمنحها هيئة إحياء التراث العربي في أستراليا.
في الثقافة الشعبية
مسرحيات

مسرحية "استراحة على متن الريح" للكاتب والممثل الأردني نديم صوالحة تتحدث عن حياة جبران.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان اول الموضوع

اعلان وسط الموضوع

إعلان اخر الموضوع